في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها العزم بالدعاء ولا يقل إن شئت
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن ابن علية قال أبو بكر حدثنا إسمعيل ابن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء ولا يقل اللهم إن شئت فأعطني فإن الله لا مستكره له
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء , ولا يقل : اللهم إن شئت فأعطني فإن الله لا مستكره له )
وفي رواية : ( فإن الله صانع ما شاء لا مكره له ) وفي رواية : ( وليعزم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه ) قال العلماء : عزم المسألة الشدة في طلبها , والجزم من غير ضعف في الطلب , ولا تعليق على مشيئة ونحوها , وقيل : هو حسن الظن بالله تعالى في الإجابة . ومعنى الحديث : استحباب الجزم في الطلب , وكراهة التعليق على المشيئة , قال العلماء : سبب كراهته أنه لا يتحقق استعمال المشيئة إلا في حق من يتوجه عليه الإكراه , والله تعالى منزه عن ذلك , وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث : فإنه لا مستكره له , وقيل : سبب الكراهة أن في هذا اللفظ صورة الاستعفاء على المطلوب والمطلوب منه .
[line]
حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسمعيل يعنون ابن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه
صحيح مسلم بشرح النووي
[line]
حدثنا إسحق بن موسى الأنصاري حدثنا أنس بن عياض حدثنا الحارث وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم في الدعاء فإن الله صانع ما شاء لا مكره له
صحيح مسلم بشرح النووي
[line]
[line]
كراهة تمني الموت لضر نزل به
حدثنا زهير بن حرب حدثنا إسمعيل يعني ابن علية عن عبد العزيز عن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي
حدثنا ابن أبي خلف حدثنا روح حدثنا شعبة ح و حدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد يعني ابن سلمة كلاهما عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أنه قال من ضر أصابه
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به , فإن كان لا بد متمنيا فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي , وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي )
فيه : التصريح بكراهة تمني الموت لضر نزل به من مرض أو فاقة أو محنة من عدو أو نحو ذلك من مشاق الدنيا , فأما إذا خاف ضررا في دينه أو فتنة فيه , فلا كراهة فيه ; لمفهوم هذا الحديث وغيره , وقد فعل هذا الثاني خلائق من السلف عند خوف الفتنة في أديانهم . وفيه أنه إن خاف ولم يصبر على حاله في بلواه بالمرض ونحوه فليقل : اللهم أحيني إن كانت الحياة خيرا . . . إلخ , والأفضل الصبر والسكون للقضاء .
[line]
حدثني حامد بن عمر حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم عن النضر بن أنس وأنس يومئذ حي قال أنس
لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتمنين أحدكم الموت لتمنيته
صحيح مسلم بشرح النووي
[line]
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسمعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال
دخلنا على خباب وقد اكتوى سبع كيات في بطنه فقال لو ما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به
حدثناه إسحق بن إبراهيم أخبرنا سفيان بن عيينة وجرير بن عبد الحميد ووكيع ح و حدثنا ابن نمير حدثنا أبي ح و حدثنا عبيد الله بن معاذ ويحيى بن حبيب قالا حدثنا معتمر ح و حدثنا محمد بن رافع حدثنا أبو أسامة كلهم عن إسمعيل بهذا الإسناد
[line]
حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات أحدكم انقطع عمله )
هكذا هو في بعض النسخ ( عمله ) وفي كثير منها ( أمله ) وكلاهما صحيح , لكن الأول أجود , وهو المتكرر في الأحاديث . والله أعلم .
[line]
[line]
من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله
حدثنا هداب بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
و حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك يحدث عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
صحيح مسلم بشرح النووي
[line]
حدثنا محمد بن عبد الله الرزي حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي حدثنا سعيد عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا نكره الموت فقال ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه
و حدثناه محمد بن بشار حدثنا محمد بن بكر حدثنا سعيد عن قتادة بهذا الإسناد
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه , ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قالت عائشة : فقلت : يا نبي الله أكراهية الموت ؟ فكلنا يكره الموت , قال : ليس كذلك , ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله , فأحب الله لقاءه , وأن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله , وكره الله لقاءه )
. هذا الحديث يفسر آخره أوله , ويبين المراد بباقي الأحاديث المطلقة من أحب لقاء الله , ومن كره لقاء الله . ومعنى الحديث : أن الكراهة المعتبرة هي التي تكون عند النزع في حالة لا تقبل توبته ولا غيرها , فحينئذ يبشر كل إنسان بما هو صائر إليه , وما أعد له , ويكشف له عن ذلك , فأهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله , لينتقلوا إلى ما أعد لهم , ويحب الله لقاءهم , أي : فيجزل لهم العطاء والكرامة , وأهل الشقاوة يكرهون لقاءه لما علموا من سوء ما ينتقلون إليه , ويكره الله لقاءهم , أي يبعدهم عن رحمته وكرامته , ولا يريد ذلك بهم , وهذا معنى كراهته سبحانه لقاءهم . وليس معنى الحديث أن سبب كراهة الله تعالى لقاءهم كراهتهم ذلك , ولا أن حبه لقاء الآخرين حبهم ذلك ,
حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب وابن أبي عمر جميعا عن سفيان واللفظ لعمرو حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لله تسعة وتسعون اسما من حفظها دخل الجنة وإن الله وتر يحب الوتر
وفي رواية ابن أبي عمر من أحصاها
صحيح مسلم بشرح النووي
[line]
حدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة وعن همام بن منبه عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة
وزاد همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه وتر يحب الوتر
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن لله تسعة وتسعين اسما , مائة إلا واحدا , من أحصاها دخل الجنة , إنه وتر يحب الوتر )
وفي رواية : ( من حفظها دخل الجنة ) قال الإمام أبو القاسم القشيري : فيه دليل على أن الاسم هو المسمى , إذ لو كان غيره لكانت الأسماء لغيره لقوله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى } قال الخطابي وغيره : وفيه : دليل على أن أشهر أسمائه سبحانه وتعالى : ( الله ) لإضافة هذه الأسماء إليه , وقد روي أن الله هو اسمه الأعظم , قال أبو القاسم الطبري : وإليه ينسب كل اسم له فيقال : الرءوف والكريم من أسماء الله تعالى , ولا يقال من أسماء الرءوف أو الكريم الله . واتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه سبحانه وتعالى , فليس معناه : أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين , وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة , فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء , ولهذا جاء في الحديث الآخر : " أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك " , وقد ذكر الحافظ أبو بكر بن العربي المالكي عن بعضهم أنه قال : لله تعالى ألف اسم , قال ابن العربي : وهذا قليل فيها . والله أعلم . وأما تعيين هذه الأسماء فقد جاء في الترمذي وغيره في بعض أسمائه خلاف , وقيل : إنها مخفية التعيين كالاسم الأعظم , وليلة القدر ونظائرها .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحصاها دخل الجنة )
فاختلفوا في المراد بإحصائها , فقال البخاري وغيره من المحققين : معناه : حفظها , وهذا هو الأظهر ; لأنه جاء مفسرا في الرواية الأخرى ( من حفظها ) وقيل : أحصاها : عدها في الدعاء بها , وقيل : أطاقها أي : أحسن المراعاة لها , والمحافظة على ما تقتضيه , وصدق بمعانيها , وقيل : معناه : العمل بها والطاعة بكل اسمها , والإيمان بها لا يقتضي عملا , وقال بعضهم : المراد حفظ القرآن وتلاوته كله , لأنه مستوف لها , وهو ضعيف والصحيح الأول .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وتر يحب الوتر )
الوتر : الفرد , ومعناه في حق الله تعالى : الواحد الذي لا شريك له ولا نظير . ومعنى ( يحب الوتر ) : تفضيل الوتر في الأعمال , وكثير من الطاعات , فجعل الصلاة خمسا , والطهارة ثلاثا , والطواف سبعا , والسعي سبعا , ورمي الجمار سبعا , وأيام التشريق ثلاثا , والاستنجاء ثلاثا , وكذا الأكفان , وفي الزكاة خمسة أوسق وخمس أواق من الورق , ونصاب الإبل وغير ذلك , وجعل كثيرا من عظيم مخلوقاته وترا منها السماوات والأرضون والبحار وأيام الأسبوع وغير ذلك , وقيل : إن معناه منصرف إلى صفة من يعبد الله بالوحدانية , والتفرد مخلصا له . والله