هذه القصيدة للشاعر عبدقيس بن خفاف البرجمي
أجــبـيلُ إن أبــاك كـــاربُ يــــومــهِ
فــــإذا دُعيتَ إلى العـظَائم فاعـجلِ
أوصـــيـــكَ إيـــصـاءَ امْرِئٍ لك ناصحٍ
طَــبِنٍ بِــرَيْبِ الدهــــــرِ غير مُـغـفَّلِ
الله فاتَــــــــقِـــــهِ وأوفِ بـــنــــذرِهِ
وإذا حـــلـــفـــت مُـــمــارياً فتَحَلـَّلِ
والضـــيــفَ أكــــرمْـــــهُ فإن مَبِيتَهُ
حــــقٌّ ، ولا تَـــكُ لُـــعْــــنَةً لِلـــنُّزَّلِ
واعــــلــم بـــأنَّ الضيفَ مُخْبِرُ أهْلِهِ
بِـــمَـــبــيتِ لـيـلــتِهِ وإنْ لم يُـسألِ
ودَعِ القـــوارصَ للصَّـديقِ وغــــيرـِهِ
كي لا يَـــرَوْكَ من اللِّئــام العُـــــزَّلِ
وصِــــلِ المــواصِـلَ ما صـفا لك وُدُّهُ
واحـــــذرْ حِــــبـال الخـائنِ المتَبَدِّلِ
واتــــركْ مــحــل السوءِ لا تَحْلُلْ بهِ
وإذا نَــباَ بِـــكَ مـــنـزِلٌ فَــتَـــحَــــوَّلِ
دارُ الهــــــــــــــوانِ لِمـن رَآها دَارَهُ
أفـــــــــــراحِلٌ عـنها كَمَنْ لم يَرْحَلِ
وإذا هـــمـــمـــت بأمـــرِ شَرٍّ فاتَّئِدْ
وإذا هـــمــمــتَ بأمـــرِ خـيرٍ فافْعَلِ
وإذا أتــتــك مـــن العــــدو قــوارصٌ
فاقــــــرصْ كذاك ولا تقُل لـم أفْـعَلِ
وإذا افـــتـــقـرت فلا تـكن مُتَخشِّعاً
تـــرجو الفَواضل عندَ غيرِ المُـفْــضِلِ
وإذا لقــــــيــت القومَ فاضرِب فيهمُ
حتى يَرَوكَ طِلاء أجْـــــرَبَ مُـــهْمَـلِ
واســـتـــغْـنِ ما أغْناكَ ربُّكَ بالغِنى
وإذا تُـــصِبـك خَـــــصــــاصَةٌ فَتَجَمَّلِ
واســــتأنِ حـلمَكَ في أموركَ كُلِّها
وإذا عَـــزَمــتَ على الهوى فَتَــوكَّلِ
وإذا تَــشَــــاجَــــرَ في فُـؤادِكَ مَرَّةً
أمـــــران فاعـــــمِد لِلأعَفِّ الأجمـلِ
وإذا لقـــيتَ الباهِشِين إلى الندى
غُـــــبْراً أَكُــــــفُّهُمُ بِــــــقاعٍ مُمْحِلِ
فَأعِــــنْهُمُ وايْــســِرْ بـما يَسَرْوا بهِ
وإذا هُــــمُ نَـــــــزَلوا بِــضَنْكٍ فانـزِلِ